الإيمان برسل الله
ونشهد أن الله سبحانه وتعالى اختار من البشر أنبياء ورسلا لهداية الناس ودعوتهم إلى طريق الله وأن أولهم آدم وآخرهم وخاتمهم محمدا صلى الله عليه وسلم وأنهم جميعا إخوانه في الدين دعاة إلى رب العالمين وان اختلفت شرائعهم فعقيدتهم واحدة.
ونشهد أن جميع الرسل معصومون عن الكذب على الله أو الحكم بالهوى، أو الوقوع في الفواحش أو الزيادة والنقص في الدين وانهم مسددون دائما من الله في اجتهاداتهم وان الله لا يقرهم على خطأ أخطئوه باجتهادهم.
ونشهد أن هؤلاء الرسل بشر مثلنا خلقوا من طين الأرض وليس منهم من خلق من نور الله أو نور عرشه كما يقول كفار المسلمين في شأن نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، أو من كلمة الله كما يقول كفار النصارى في شأن عيسى، وأنهم يموتون كما يموت البشر، وينسون ويمرضون ويتألمون ويكابدون كما يكابد البشر.
ونؤمن أن الرسل ما شرفهم الله إلا لتحقيقهم العبودية لله في أنفسهم فهم أكمل المؤمنين إيمانا وأعظمهم لله خشية وأعلمهم به وأنه ليس منهم من أحد دعا الناس إلى تعظيمه وعبادته بل دعوا جميعا الناس إلى عبادة الله وحده.
ونشهد أن الرسل لا يعلمون الغيب إلا ما أطلعهم الله عليه ونشروه في الناس وأنهم لم يكتموا شيئا مما أوحاه الله إليهم.
ونشهد ونؤمن أن محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم الرسل وسيدهم وأفضلهم عند الله، وأعلاهم منزلة بلغ البلاغ المبين، ولم يكتم شيئا مما أوحاه إليه رب العالمين.
ونشهد ونؤمن أن أحداً من الناس لا يؤمن إيمانا كاملا إلا إذا أحب رسول الله أكثر من حبه لأبويه وأولاده ونفسه التي بين جنبيه، وعزر الرسول ووقره واتبع ما جاء به وقدم طاعته على طاعة كل مخلوق.
ونؤمن بشفاعة الرسول العظمة يوم القيامة حيث يشفع للناس في فصل القضاء وخروج الناس من المحشر وحيث يأذن الله له فيمن يشفع فيهم من المؤمنين فيدخلون الجنة. ونشهد أن شفاعة الرسول حق لعصاة المؤمنين ونقر ونشهد أن الرسول لا يشفع إلا لمن أذن الله له.
ونؤمن أن محمداً صلى الله عليه وسلم قد أرسله الله إلى الناس كافة عربهم وعجمهم منذ بعثته والى قيام الساعة وأنه رسول الله إلى الإنس والجن جميعا.
ونؤمن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ثبتت له المعجزات الباهرة والبراهين الناصعة على صدقه وأمانته فقد أنزل عليه القرآن المعجز، وأرى به إلى القدس من مكة في ليلة واحدة، ويشهد المؤمنون أنه عرج به إلى السماء في ليلة الإسراء وشاهد الملائكة والمرسلين وكلمهم وكلمه الله سبحانه وتعالى، وأكرمه وفرض عليه وعلى أمته خمس صلوات في اليوم والليلة.
ونشهد أن الرسول، صلى الله عليه وسلم، قد نبع الماء من بين أصابعه وأطعم المئات من الناس بطعام لا يكفى العشرات. وحن الجذع إليه، وسبح الحصى والطعام في يديه، واشتكى إليه البعير.
ونؤمن بما فضل به محمدا صلى الله عليه وسلم على الأنبياء وما خصه به من النصر بالرعب، واحلال الغنائم وجوامع الكلم، وجعل الأرض مسجدا وطهورا، وبعثه إلى الناس كافة، وختم النبيين به ونشهد أن حوض الرسول حق. ويسأل الله أن يسقينا منه.