قال تعالى في سورة النمل[حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (1]
ذكروا من بلاغة النملة في هذه الجملة ثلاث عشرة نكتة فقالوا
النملة أحست وبادرت ونادت ونبهت وأمرت ونهت وأكدت ونصحت وبالغت وبينت وأنذرت وأعذرت ونفت
وهذا بيانها أحست بقدوم سيدنا سليمان وجنوده
وبادرت إلى إخبار جماعة النمل
ونادت بقولها [يا]
ونبهت باستخدام هاء التنبيه يا أي[هـا]
وأمرت بقولها [ادخلوا مساكنكم]
ونهت بقولها [لا يحطمنكم]
وأكدت باستخدام نون التوكيد في [يحطمنكم]
ونصحت قومها حين أمرتهم بالدخول حفاظا على سلامتهم
وبالغت في قولها [لا يحطمنكم] يعني جميعا وهذا مبالغة
وبينت من الذي سيحطمهم بقولها [سليمان وجنوده]
وأنذرت قومها بالخطر الذي يهددهم
وأعذرت جعلت العذر لسليمان وجنوده في قولها [لا يشعرون]
ونفت عن سليمان وجنوده الشعور بهم في قولها [لا يشعرون]
نقلا عن الدكتور فاضل السامرائي
___________________________
معنى كلمة (نكتة) : ليست الطرفة منا في عاميتنا
لكنها المسألة العلمية الدقيقة
و هناك كتاب اسمه : (النكت على ابن الصلاح) في علم الحديث .
** كنت كتبت موضوع سابق من ملاحظاتي الشخصية اسمه : (بلاغة الجن)
و اليوم أنقل لكم نبذة عن (بلاغة النملة)
و غدا -إن شاء الله - أكتب لكم موضوع عن (بلاغة الهدهد)
و جزاكم الله خيرا.
_____________________________
ذَكَرَ الجاحظ في كتابِ "الحيوان" أنّ القرآنَ الكريمَ يدلُّ على أنّ للنّملةِ بياناً، وقولاً، ومنطقاً يفصلُ بين المعاني التي هي بسبيلها
فلعلها مكلَّفة، ومأمورةٌ منهيَّة، ومُطيِعةٌ عاصية
[الحيوان: ج:4، ص:9
تح. عبد السلام محمد هارون،
ط. مصطفى البابي الحلبي وأولاده، بمصر
ط.2، 1385هـ / 1966م]
ومن أمثال العرَب في النمل
ألطف من ذَرَّةٍ وأضْبطُ مِنْ نملة
[الحيوان: ج:4، ص:16]